صيغة التشهد الأول : « التحيات لله ، و الصلوات و الطيبات ، السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته ، السلام علينا و على عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله » (البخاري) .
الشرح :
« التحيات لله » : جمع تحية ، و التحية هي التعظيم ، فكل لفظ يدل على التعظيم فهو تحية ، فنحن نعظم الله سبحانه ليس لأنه بحاجة إلى ذلك ، و لكن هو أهل للتعظيم فنعظمه لحاجتنا لذلك .
« الصلوات » : أي كل الصلوات فرضها و نفلها ، و كل الأدعية لله سبحانه ، و ليست حقّا لأحد سوى الله عز و جل .
« الطيبات » : منها :
أـ ما يتعلق بالله : فالله سبحانه طيب في كل شيء ، في ذاته ، و صفاته ، و أفعاله .
قال صلى الله عليه و سلم
« إن الله طيب ... » (مسلم).
ب ـ ما يتعلق بأعمال العباد : القولية و الفعلية ، له منها الطيب . قال صلى الله عليه و سلم
« إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا » (مسلم) .
« فإن الطيب لا يليق به الا الطيب و لا يقدم له إلا الطيب » قال تعالى
{{ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ }} فاطر: 10.
« السلام عليك أيها النبي و رحمة الله وبركاته » .
السلام : اسم من أسماء الله ، و معنى سلام الله على الرسول ، أي بالحفظ و العناية .
و أنت بعد أن دعوت للرسول صلى الله عليه و سلم بالسلام ، « دعوت له بالرحمة » ليزول عنه المرهوب و يحصل له المطلوب ، و قولك « بركاته » دعوت للرسول صلى الله عليه و سلم أن يبارك فيه بكثرة أتباعه ، و كثرة عمل أتباعه ، لأن كل عمل صالح يفعله أتباع الرسول صلى الله عليه و سلم فله مثل أجورهم إلى يوم القيامة . « و البركة » : هي الخير الكثير الثابت .
« السلام علينا و على عباد الله الصالحين » و عباد الله الصالحين : هم كل عبد صالح في السماء و الأرض ، حي أو ميت ، من الآدميين و الملائكة و الجن .
و في هذا الشطر من الحديث : قد دعوت لنفسك و لجميع المؤمنين السابقين منهم و اللاحقين فينبغي استحضار هذا حتى يعظم أجرك و تعلو منزلتك .