 الإثنين نوفمبر 19, 2012 7:17 pm | المشاركة رقم: |
| المعلومات | | الكاتب: | | اللقب: | عضو ماسي | الرتبه: | | | الصورة الرمزية | |
| الإتصالات | | الحالة: | | | وسائل الإتصال: | |
|  موضوع: مدينه صور اللبنانيه مدينة الأرجوان  مدينه صور اللبنانيه مدينة الأرجوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
مدينه صور اللبنانيه مدينة الأرجوان
صور
أو «صر» كما أسماها الفينيقيون أو «تيروس» كما سميت في العهد اليوناني
الروماني، صور عروس البحر، عاصمة الساحل ومتنفس جبل عامل، شبه جزيرة تقع في
جنوب الساحل اللبناني على الضفة الشرقية للبحر المتوسط على بعد 85 كلم
جنوب بيروت.موقعها الجغرافي هذا ووجودها على مساحة متساوية بين مدينتي صيدا
في لبنان وعكا في فلسطين أكسباها أهمية تاريخية وتجارية وسياحية عبر
العصور وحتى يومنا هذا.
خلال
الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان تلقت مدينة صور الجنوبية حصتها من
التدمير والتهجير والقصف، وكانت تلك الاحداث قد وقعت في خضم الموسم الصيفي
الذي ينتظره الصوريون وأهالي البلدات المجاورة من اجل تحسين اوضاعهم
المعيشية كما هي الحال في كل صيف. تضرر الموسم السياحي في العام 2006، ونزح
اهالي صور إلى مناطق لبنانية مختلفة كما فعل اهل الجنوب، ثم عادوا جميعا
اليها بعد انتهاء الحرب نتيجة لصدور القرار 1701 وتوقف العمليات القتالية.
لم يكن ينتظر اهالي صور والبلدات والقرى المجاورة ما سيحمله لهم القرار
1701 من مفاجآت، فعدا عن التعويضات التي تلقوها من مصادر متعددة، قدم إلى
منطقتهم آلاف الجنود التابعين للقوات الدولية العاملة في الجنوب اللبناني،
ومن المعروف ان هؤلاء يتلقون رواتب عالية يصرفون اكثر من نصفها في المكان
الذي يخدمون فيه. وهكذا كان.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
آثار صور التاريخية شاهد على حضارة قديمة
إذ
خلفت الحرب الاخيرة بالرغم من قساوتها وعدوانيتها المتشفية أثراً ايجابياً
ولو بشكل غير مباشر على مدينة صور وجوارها. واستفادت المدينة من وجود قوات
اليونفيل فيها وفي القرى والبلدات المجاورة بأن حافظت على امنها الذي
تفتقده سائر المدن اللبنانية في هذه الآونة من عمر لبنان، الذي يتربص به
المجرم والقاتل على الرغم من محاولات الترويع التي شهدها محيط شاطئ صور
والاستراحة بدس قذائف جرى تفكيكها. هذا الامن جعل مدينة صور في قمة مجدها
السياحي لهذا العام.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
آثار صور التاريخية شاهد على حضارة قديمة
وعلى
عكس مدن لبنانية كثيرة فإن الموسم الصيفي الذي تستقبل فيه المدينة زوارها
ناشط في مدينة صور الجنوبية، وهذا النشاط اذا ما قورن بمثيله على مستوى
لبنان اولاً، وعلى مستوى مدينة صور نفسها في الحقب السابقة على حرب يوليو
الاخيرة، يمكن عدّه نشاطاً سياحياً استثنائياً. فالنضوب في عدد السياح في
سائر لبنان لا ينطبق على مدينة صور الجنوبية التي باتت الوجهة الاولى
لاستقطاب العدد الكبير من السياح الاجانب المقيمين في جنوب لبنان، ونقصد
بهم جنود القوات الدولية القادمين إلى لبنان تنفيذا للقرار 1701 والذين
يتحولون إلى سياح في عطلاتهم الأسبوعية.والاستقطاب السياحي لمدينة صور لا
يعود إلى تمتعها بشاطئين رملي وصخري واسعين ونظيفين ولم يتعرضا للتلوث جراء
التسرب النفطي من معمل الجية الحراري بعد قصفه في الحرب الاسرائيلية
الاخيرة على لبنان، ولا إلى وجود مساحات كبيرة للآثار التاريخية في
أنحائها، فحسب، بل إلى تمتعها بكنز ثمين تحتاج إليه السياحة في هذه الآونة
ألا وهو الأمن.
بعيدًا عن التفجير
إذا
احتسبنا العبوة التي اكتشفت في احدى الخرائب القريبة من مسبح «رست هاوس»
المعروف بـ «الاستراحة» على انها التهديد الامني الوحيد لهذه المدينة
الجميلة من مدن لبنان الساحلية، وعلى افتراض ان القنابل العنقودية المنتشرة
في بساتينها وسفوحها تدخل في اطار عمل إرهابي متماد ومستمر، فإن مدينة صور
لم تتعرض لأي اعتداء إرهابي ـ عدا الحرب الاسرائيلية العدوانية في يوليو
العام 2006 ـ كالذي تتعرض له مدينة بيروت ومدن وبلدات لبنانية أخرى منذ
صدور القرار 1559 واغتيال الرئيس الحريري على إثره. ولوجود قوات اليونفيل
فيها وفي محيطها تأثير اول في تأمين هذا الامن، فالدخول في معركة مع
اليونفيل امر مستبعد على الاقل في هذه الفترة. لذا تنعم مدينة صور بهدوء
وطمأنينة يبدوان جليين على قسمات اهلها وسكانها والعائدين اليها من
المغترَبات مع بداية العطلة الصيفية. الهدوء والطمأنينة المفقودان من سحنات
سكان بيروت وحياتهم، بعدما باتوا يعودون إلى بيوتهم مع بدء هبوط الظلام،
على غير عادتهم فتنام شوارع المدينة باكراً، بعدما كانت تضج بالحياة
الصاخبة قبل اوقات ليست ببعيدة وتحديداً قبل الحرب الاسرائيلية على لبنان
في يوليو. واهالي صور المطمئنون كمدينتهم يظهرون هذا الاطمئنان بإقدامهم
على الحياة والتسلية وتمضية الليالي سهرا على شاطئ البحر او في طريق «ابو
ديب» الشهيرة لكونها السوق الرئيسية والارستقراطية في صور، او في المقاهي
والمطاعم الجديدة والحديثة التي تحمل اسماء اجنبية والمعدة لاستقبال السياح
الاجانب من جنود اليونفيل اولا وشبان وشابات صور ثانيا. والطمأنينة في صور
تظهر في غياب الاستنفار الامني الكثيف كما هي الحال في بيروت الكبرى
ومحيطها، حتى ان الحواجز العسكرية او انتشار القوى الامنية في الشوارع
والطرق يبدو نادراً ان لم يكن غائباً داخل صور، ولا يظهر فيها عسكريون
منتشرون على الارصفة لفصل حي عن آخر او شارع عن شارع آخر، ولا تتحرك فيها
الدبابات العسكرية على الدوام مصدرة ضجيجها المعهود، ولا يحتاج المار من
طرف إلى آخر فيها إلى الوقوف على عشرات الحواجز
العسكرية والخضوع للتفتيش الدقيق في كل مرة. الامان وغياب التشديد الامني،
وتجانس صور في نسيجها الاجتماعي والطائفي الذي يراوح بين صيادي اسماك
وتجار، اغلب الاوائل من المسلمين السنة والمسيحيين - وأغلبية المسلمين من
الشيعة - هذا جميعه اعطى صور ميزة سياحية هذا الصيف لم تعط لغيرها من المدن
اللبنانية التي تنوء تحت ثقل التهديد والتفجير.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الصيد وتصنيع الاسماك المجففة من أشهر ماتميزت به صور عبر تاريخها كمدينة ساحلية
بين الماضي والحاضر
قبل
آلاف السنين مخرت عباب البحر المتوسط سفن الفينيقيين الشهيرة التي كانت
تنطلق من بحر مدينة صور وأليسار (جنوب لبنان حالياً) مطلقة التجارة
المتوسطية... وهكذا كان للفينيقيين فضل على العالم عبر مراكبهم الضخمة
القوية ذات الرءوس المميزة على شكل حصان التي تمثل ذيل الدلفين. ستصيبك
الدهشة عندما تقع عيناك على سفينة فينيقية بأشرعة بيضاء وصوار ومجاذيف
تسيّرها سواعد بحارة أشداء يخلعون على أجسامهم الزيّ الفينيقي الأبيض الذي
يغطي القسم الأسفل من الجسم فقط... إنه إيليا توفيق بربور (أبو إلياس)
الجنوبي الذي لم تضنه سنواته السبعون التي أمضاها رفيقاً للبحر. و«العم»
أبوإلياس يبدو مزهواً بما صنعته يداه وبعثته إرادته من مجدٍ غابر عبر
صناعته سفينته خصوصاً بعد مرور 25 سنة على «الحلم» ببناء مركب فينيقي، وهو
الذي احترف صناعة سفن متينة من خشب صلب توازي قوة السفن الحديثة القدرة على
مقارعة أمواج البحار والصمود سنوات طويلة خصوصاً انها مبنية من خشب
«الكينا الصخري» فضلاً عن الخشب الإفريقي. أكثر من ثمانين مركباً للصيد «من
شغل» سواعد ايليا بربور، كان صيادو الجنوب ولا يزالون يقبلون على
استخدامها نظراً لمتانتها ودقة تصميمها، واضافة الى ذلك شيّد «ابو إلياس»
ثلاثة مراكب ضخمة مميزة كان أهمها المركب الذي عرض في البرتغال، حيث شاركت
وزارة الاقتصاد اللبنانية في معرض دولي، وأحرز المركب اللبناني المركز
الثالث.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تمتاز
سفينة ايليا بربور الفينيقية بتصميمها الفريد، فشكلها يتخذ طابعاً
«فولكلورياً» اذا ما قارناه بتصميم السفن الحديثة، وتبدو كأنها خارجة للتو
من متحف التاريخ محمّلة بالبحارة الذين تصدح صرخاتهم الجهورة. رأس حصان
شامخ الى فوق يتقدم السفينة «العنيدة»، بينما تذيّلها زعنفة سمكة ضخمة
تقارع المياه العاتية، أما متنها (جسمها) الذي تخترقه المجاذيف فيبدو
غريباً بالفعل وسط هذه المتاهة الحيوانية - البرية - البحرية المتداخلة،
خصوصاً أن شراعاً أبيض يرفرف فوقه فتتكامل اللوحة هنا بعد انضمام مقوّمات
الحيوان الطائر الى البري والبحري! عمل ابو إلياس 14 شهراً واصلاً الليل
بالنهار في بناء سفينته التي يبلغ طولها 30.80 متر وعرضها 12 مترًا، هيكلها
مبني من الخشب الإفريقي أما عمودها الفقري (أو ضلعها) فمن الخشب البلدي
المستخرج من شجر «الكينا» المنبثق من الصخور القاسية ما يزيدها صلابة
وتماسكاً، وتزنّر السفينة كوّات جانبية يتهادى منها 12 مجذافاً خشبياً،
بينما ترتفع في وسطها سارية واحدة ترفع الشراع التقليدي والعلم الفينيقي
بلونيه الابيض والأحمر. أما البحارة الذين يعملون على متنها فيبلغ عددهم 15
بحاراً. وفضلاً عن «المجذّفين» هناك ثلاثة بحارة يطلق عليهم اسم «الريّاس»
بلغة البحارة والصيادين ويرتكز دورهم في السفينة الفينيقية على الإشراف
على «المجذّفين» والانتباه أثناء خروج السفينة من المرفأ أو دخولها اليه.
ها هو «العم ايليا» يضيف معلماً سياحياً تراثياً الى المعالم الأثرية
الكثيرة التي تتمتع بها مدن الساحل اللبناني. واذا كانت السفينة الحلم قد
تحققت على يد بحار لبناني وبجهود شخصية بحت فإن سواعد الرجل السبعيني لا
تكل، اذ انه بدأ بتشييد سفينة أخرى هي البطة Swan التي أبحرت فيها «أليسار»
ملكة مدينة صور قبل آلاف السنين. وها هو «الفينيقي الأخير» يخط من جديد
تاريخاً مجيداً... نافضاً الغبار عن حضارات غابرة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
آثار صور التاريخية في منطقة النص عمرها 500 عام
صور
حاضرة فينيقيا ومنارة الشعوب القديمة، تستقطب السياح العرب والأجانب
للتمتع بما جسدته الشعوب الغابرة، كما يتسابق الباحثون والمؤرخون في الكشف
عن دورها الحضاري والثقافي لما لها في مدارج التاريخ من أمجاد. اما واقع
الصيادين اليومي فسنعود إليه لاحقا خلال زيارتنا الميدانية للمدينة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أهل صور.. كل يبحث عن الرزق بطريقته
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في كثير من احياء صور تتعانق المباني الحديثة مع المساكن العتيقة المبنية خلال القرن الماضي
أبرز المدن الساحلية اللبنانية
تعتبر
صور الواقعة على بعد نحو 67 كيلومترا جنوب بيروت من أهم المدن الساحلية في
لبنان التي يزورها نحو 500 ألف شخص سنويا من مختلف أرجاء العالم، يميزها
غناها بالتراث الأثري، المساهم بدفع المؤسسات الرسمية كوزارة الثقافة
والمديرية العامة للآثار، والدولية كاليونسكو إلى الاهتمام بهذا التراث
وإبرازه من خلال مشاريع إنمائية مختلفة لإعادة إحياء المواقع الأثرية
وإنشاء أبنية ومسارات سياحية مجهزة للخدمات السياحية إضافة الى مشاريع
الأبحاث الأثرية التي تساهم في الكشف عن التراث المخفي ضمن طبقات متنوعة
تحت الأتربة.وتميزت صور بكونها مدينة رومانية بيزنطية كاملة المعالم، فهي
تحوي منازل للسكن على النمط القديم بعض حجارتها رملية وسقوفها خشبية،
وأسواقها تعود للحقبة الرومانية وحمامات وقوس نصر وسيرك روماني، كما يوضح
عالم الآثار الدكتور حسن بدوي: «إن السيرك الروماني في صور يشبه في بنائه
إلى حد كبير منشآت السيرك في روما، إذ اتبع التصميم الهندسي نفسه من حيث
تقسيم الميدان والخطوط والألوان في تقسيمات قاعدة الميدان، فجسد السيرك
الروماني في صور ما زال يعتمد الهندسة القائمة للسيرك الروماني الأول ـ
سيرك روما ـ ولايزال يحتفظ بمميزاته ومنشآته»، ويكمل بدوي قائلا: «هذا
الميدان يعود للقرن الثاني الميلادي حيث يتسع لـ 30 الف متفرج استخدم
لممارسة رياضة سباق الخيل والعربات، تنتشر حوله مدرجات حجرية، وقد استعملت
الفراغات في الميدان كأسواق تجارية»، وأضاف: «هذه العناصر الأثرية محط
اهتمام اليونسكو كون صور صنفت من التراث العالمي في مطلع الثمانينيات،
فتعمل المؤسسات المعنية على إعادة إحياء الموقع عبر تنفيذ مشاريع أهمها ما
تم إنجازه من ترميم «بيت بارود» التاريخي وتحويله إلى مكتبة عامة، وتأهيل
مبنى في الوقت الحالي للأبحاث الأثرية تحت البحار إضافة الى إعادة ترميم
المسجد القديم الذي شيد في القرن السابع عشر، ومسجد شرف الدين الذي شيد في
مطلع القرن العشرين على نمط المسجد القديم وتميز بأعمدة من الجرانيت وتيجان
كلاسيكية أخذت من المواقع الأثرية في صور».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
على عكس كثير من مدن لبنان.. الأولوية في صور للتجارة لا السياسة.. بعيدًا عن توتر العاصمة
في
هذه المدينة البحرية يمكن التجوال في البحر مدة 15 دقيقة عبر المراكب
المصنعة على النمط الفينيقي والتمتع بأجمل منظر لمدينة صور الأثرية والساحل
الممتد حولها والذي ينفرد بستانه وخضرواته اضافة الى أن الزائر يمكنه
زيارة محمبة السلاحف والطيور
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أسواق صور القديمه تعود الى عدة قرون مضت ومازالت تحافظ على طبيعتها الخاصه.
مدينة الأسماك
تنتشر
في مدينة صور المطاعم المتميزة بالمأكولات البحرية كسمك «السلطان إبراهيم»
الذي اشتهر في الحقبة الرومانية حيث كان يغطى بثلج من جبل حرمون (جبل
الشيخ اليوم) وينقل الى ملكة تدمر ـ الملكة زنوبيا ـ في الصحراء السورية
قاطعا المسافات البعيدة كهدية لها. فمنذ القدم عرفت صور أيضا تصنيع سمك
السردين المجفف تحت الملح ولايزال مطعم «المنارة» الواقع على زاوية المدينة
القديمة، والذي يتميز بجلسته الفريدة وبهندسته المعمارية التي ترتكز على
الطابع القديم، يستقطب محبي هذا الطبق في شكل دائم، كما يقدم للزائر أطباقا
لبنانية أخرى منها التبولة والفتوش والطاجن ويقدم مطعم «فينيقيا» الرابض
على المرفأ الصيدوني القديم جميع الأطباق
اللبنانية
وينفرد بأسلوب عمارته، فهو عبارة عن عقد يعود للعصور الوسطى رمم حديثا
وحجارته نافرة وتنتشر في ارجائه التحف الخشبية القديمة.
الجدير
ذكره أن بعض سكان صور حولوا المنازل القديمة الى مراكز حديثة رممت على
النمط القديم وجهزت بأفضل وسائل الراحة لاستقبال السياح المنفردين . كما
يعرف عن مدينة صور أنها تستقطب سنويا أهم المهرجانات الدولية في فصل الصيف،
ومن أروع الحفلات التي قدمت على مدارجها: أوبرا عايدة التي نظمتها وزارة
السياحة بالتعاون مع بلدية صور والجمعية اللبنانية لمهرجانات صور.
مدينة الآثار والمقاومة
صور
مدينة عرفت تاريخيا بأنها عنيدة؛ قاومت الفتوحات والحصار، كما أوضح لنا
الدكتور علي بدوي ، الذي التقيناه خلال الزيارة الميدانية للمدينة؛ ففي عام
700 ق.م. حاصر سنماريب الآشوري المدينة لمدة خمس سنوات وساعدته المدن
الساحلية بأسطول بحري فحشد 60 سفينة لمحاصرة الجزيرة ولكن مهارة البحارة
الصوريين هزمت الأسطول المحاصر. وبعد حصار دام خمس سنوات تم بموجبه توقيع
اتفاق تنازل ملك صور عن الملك لأثيو بعل الثاني.
كما قاومت صور الإسكندر المقدوني لمدة ستة أشهر مقاومة باسلة قبل أن تسقط بسبب انعدام التوازن العسكري.
وقد دمرت المدينة في نهاية حرب الفرنجة، ثم اعاد حاكم محلي من آل الصغير بناءها لاحقاً.
وهذا
جزء من تاريخها العريق كما يقول الدكتور بدوي مضيفا أن مدينة صور تعتبر من
أهم المراكز الحضارية في العالم ؛ إذ يعود تاريخ انشائها إلى 5000 سنة قبل
الميلاد، حيث تواكب كل من الكنعانيين والفينيقيين عليها في القرن الرابع
عشر قبل الميلاد .
أما
بالنسبة إلى سكان هذه المدينة فيختلف التاريخ في أصلهم وفي نسبهم إلى شعوب
نزحت من شبه الجزيرة العربية بدءاً من الألف الثالث قبل الميلاد. أما
السكان فيعدون أنفسهم سكانًا أصليين موجودين منذ بدء التاريخ في المنطقة،
وتطور الشعب الفينيقي هو نتيجة لتطور تاريخي في المنطقة نتج عن اختلاط بين
مجموعة من الشعوب انصهرت في درجة معينة من الوحدة وقد دعي السكان فينيقيين
لاحقاً بسبب
اللون
الأرجواني الذي اكتشفوه وطوروه كصباغ للأقمشة. كما برع الصوريون أيام
الفينيقيين في تطوير صناعة السفن وفي علم الجغرافيا والفلك مما ساعدهم على
الإبحار ليلاً
والوصول
إلى قرطاج. كما شهدت صور تطوراً عمرانيًا مميزًا من نتائجه بناء المرفأ
الشمالي والمعبد وتنظيم المدينة وهندسة مبانيها وكل ذلك في عهد الملك
احيرام الفينيقي
الأبجدية انطلقت منها
وإن
كان المعلوم تاريخياً أن المصريين بدأوا صناعة الزجاج لكن الصوريين طوروا
صناعته من اللون القاتم كي يصبح شفافاً وبرعوا في تزيينه وانتاج مجموعة
فنية منه ومن ثم التجارة به، وقد كشفت الحفريات في صور عن أفران لصناعة
الزجاج ومحلات تجارية لتسويقه ومجموعات كبيرة من الزجاج. واكتشاف اللون
الارجواني يعود إلى إله المدينة «ملقرت» كما تقول الأسطورة الفينيقية.
كما أن صور هي من صدر الأبجدية إلى العالم مما أكسبها «دورًا رياديًا في نشر المعرفة والحضارة في العالم آنذاك».
لمدينة
صور أهمية أثرية معروفة كذلك نظراً لتعاقب الحضارات القديمة عليها، ولعل
من أبرز المواقع الأثرية الجديرة بالزيارة «النص»، وهو موقع قائم في منطقة
تكونت بعد بناء معبد الإسكندر وتحيط به الرمال وبدأ البناء فيه من القرن
الأول ق.م (روماني - بيزنطي) ثم صور القديمة، وهو موقع قائم على الجزيرة
ويضم منشآت من المدينة والحارات القديمة ويعود معظم بنائها إلى عهد الشيخ
عباس المحمد النصار الذي اعاد بناء المدينة في القرن الثامن عشر ميلادي،
ومنها خان الأشقر وخان ربو والمسجد القديم ومسجد الإمام عبد الحسين شرف
الدين وكنيسة القديس ثوما للروم الكاثوليك وكنيسة سيدة البحار وكنيسة
القديس ثوما للروم الأرثوذوكس والسراي وكنيسة الأرض المقدسة للآباء
الفرنسيسكان وبيت المملوك والأسواق التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر
ميلادي
التعايش بين الطوائف
.
كما
انجزت قانون المحمية الطبيعية الذي تم تبنيه في مجلس النواب حيث اصبحت 4
ملايين م2 محمية طبيعية كما تم تنظيم الشاطئ البحيحدثنا رئيس بلدية صور
ورئيس اتحاد بلديات قضاء صور الأستاذ عبد المحسن الحسيني فخوراً بعمل
البلدية في مدينته التي يعتبرها نموذجاً للتعايش بين طوائف مختلفة تعيش في
تناغم وانصهار قلما يتوافر في مدن ومناطق أخرى من لبنان.
بلدية
صور تجاوزت امتحاناً صعباً في يوليو العام 2006 أيام العدوان الإسرائيلي
على لبنان فتحول مركز البلدية إلى خلية عمليات. ولحسن الحظ كان الدمار في
المدينة بسيطاً قياساً إلى الدمار الذي لحق بها جراء الاجتياح الإسرائيلي
الأول في عام 1978 والثاني في عام 1982 حيث أدى إلى انهيار النظام المدني
والسياحة والزراعة وأخرج صور من سباق التنمية.
بلدية
صور أخذت على عاتقها الاهتمام بالنازحين من المناطق المجاورة أثناء عدوان
يوليو 2006 كما تولت تلبية حاجاتهم والتعاون مع المنظمات الأهلية لمساعدتهم
على الصمود.
يعتبر
الحسيني إنجازات بلدية صور علامة فارقة حيث استطاعت رصد 740 مخالفة هدم
واعادة تنظيم عشوائية لإنجاز البناء، كما حافظت على المظهر السياحي
والمتنفسات الطبيعية للمدينة من حدائق ومنتجعات بحرية ومطاعم ومقاهٍري.
إن
ما يشغل البلدية حالياً هو مشروع ضخم يتم انجازه والعمل عليه بتمويل من
البنك الدولي وهو مشروع الإرث الثقافي إذ يهدف إلى الاستفادة من الموقع
السياحي والتراث لمدينة صور واستخدامه والحفاظ عليه
لتطوير المدينة، قيمة هذا المشروع 17 مليون دولار وسوف تتم المباشرة به
فعلياً في منتصف هذا العام, 2008.
قامت
البلدية بترميم مراكزأثريةبالتعاون مع المديرية العامة للآثار ومازالت في
صدد ترميم العديد المستبقي منها. والحقيقة انك عندما تتجول في احياء
المدينة القديمة وتشاهد عمليات الترميم لكل أحياء تلك الأماكن القديمة
الأثرية تلاحظ مدى حماسة البلدية لإنجاز هذه الأعمال ومدى اهتمامها بالحفاظ
على الطابع التراثي للمدينة.
ولعل أبرز إنجازات بلدية صور ميدانياً هو الانتهاء من العمل على جزء كبير من البنى التحتية للمدينة لعشرين سنة قادمة.
كما
قامت البلدية بترميم الواجهة الغربية للمدينة وترميم بعض المباني لرفع
القيمة العمرانية للمدينة كما قامت البلدية بالتعاون مع المنظمة
الفرانكوفونية ووزارة الثقافة بانشاء مكتبة عامة للمدينة افتتحت أخيرًا في
شهر نوفمبر الماضي.
وللبلدية
انجازات أخرى تتلخص في تأهيل منطقة البوابة الأثرية ومدخل الجامعة والعمل
على اصدار مرسوم بانشاء مستشفى حكومي في المدينة بالتعاون مع الجهات
المانحة.
الصيادون وعشق المدينة
لا
يمكن استكمال الصورة حول أحوال الناس في المدينة دون إلقاء الضوء على
الصيادين، ومنهم «أبو محمد»، الصياد المسن الذي التقيناه في المرفأ وتحدثنا
إليه.
أبو محمد يبدأ
نهاره باكراً جداً فهو يكون في المرفأ قبل آذان الفجر فهو صياد منذ خمسين
عاماً ولكن عاهة اصابته في يديه جراء الاجتياح الإسرائيلي منعته من ممارسة
عمله، ومع ذلك فإنه يأتي كل يوم إلى المرفأ، ويقضي معظم نهاره هناك وكأن له
وئاما مع البحر وحده، حال لا يستطيع أحد وحتى الاجتياح الإسرائيلي أن
يمنعها أو يؤثر فيها.
أبو
محمد صياد منذ خمسين عاماً وطوال فترة الاجتياح الإسرائيلي كان المرفأ
مقفلاً ولم يكن أي من الصيادين يمارس مهنته، لذلك يقول أبو محمد وتعابير
وجهه تحمل ابتسامة سخرية وحزن «الله فقط يعلم كيف كنا نعيش أيامنا في ذلك
الوقت».
لكن أبو محمد
يشكو من «الكومبرسات» التي صرحت بها الدولة والتي يستعملها البعض حيث تنزل
إلى مقر البحر وتنفجر وتقضي على السمك الصغير وبذوره ، إذ يرى أن هذه
الطريقة هي السبب الأساسي في قلة رزق الصيادين وتوقف أرباحهم اليومية
واستفادتهم. أبو محمد يرفض استعمال هذه الطريقة ويعتبرها جريمة بحق البحر
والأسماك وبالرغم من تحركات نقابة صيادي الأسماك - وأبو محمد عضو فيها - لم
يتغير هذا الواقع وما زالت الدولة ترخص هذه الطريقة.
ولا يمكن وصف حال العشق بين الصيادين ومدينة صور، فهؤلاء يكنون المحبة لهذه المدينة كما هي قصة غرام بين قيس وليلى
ويرفض الصيادون الاستغاء عن مهنتهم بالرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها.
وإذا
عدنا لسؤاله عن الأعياد التي مرت أخيرًا في الشهر الماضي يجيب بحرقة «لم
يحتفل أي طفل من أطفالنا بالعيد، لم نستطع أن نقدم لهم شيئاً بسبب انعدام الرزقة».
الموارنة في صور
وجود
الموارنة في صور قديم جداً من أيام فخر الدين المعني الذي أنشأ مرفأ صور
بعد تدميرها من قبل المماليك وبقيت مدمرة لمدّة ثمانين عاماً. بدأ توجه
الموارنة نحو الجنوب، لكنهم لم يتركزوا بشكل نهائي إلا مع بداية القرن
الثامن عشر وزاد مع الأيام وقوي في أوائل القرن التاسع عشر واكتملت الهجرة
المارونية بعد سنة 1860. نزحت من دير القمر كما أتت العائلات الأرثوذوكسية
من الكفير، واليوم هناك كاتدرائية يعود تاريخ بنائها إلى 1880 وهي مشيدة
على كنيسة قديمة للموارنة.
والمعروف
أن الموارنة استقروا في صور ابتداءً من سنة 1906.إلا أن عددهم قل نسبيا
بعد الحرب، وكانوا منتشرين في منطقة البساتين المحاذية لصور حيث هناك ثلاث
كنائس مغلقة ولا يتعدى عدد الموارنة في صور الآن 500 نسمة.
والعائلات
المارونية معظمها يعمل بالوظيفة. ويعاني اقتصاديا، ولكن هناك عيشا مشتركا
وعلاقة صداقة وأخوة بينها وبين الطوائف الأخرى في المدينة.
بين صور وبيروت
ليست
المقارنة بين مشاعر الصوريين على اختلافهم مع مشاعر البيروتيين على
اختلافهم ايضاً، تهدف إلى ادراج كل من هذه المشاعر في خانات تقليدية
لبنانية تجعل من بيروت المركز الذي تدور حوله كل الاطراف اللبنانية، انما
هي مقارنة تهدف إلى القول ان القادم من بيروت إلى صور سيشعر انه قدم إلى
مدينة أخرى في بلد آخر، خاصة في ظل الظرف الذي يعيشه لبنان. فالرعب
البيروتي غير موجود في صور. الرعب في وجوه الناس وفي حركاتهم وفي قضائهم
نهاراتهم متوترين في انتظار صدمة مرعبة جديدة، ثم ركونهم إلى المنازل عند
مغيب الشمس، وامتناعهم عن الخروج إلى اماكن الترفيه في مدينتهم، ومنع
اولادهم من الخروج او القلق الدائم عليهم اذا ما خرجوا... هذا كله غير
موجود في صور.
حين
انفجرت عبوة عاليه، كانت المحطات الرياضية تعرض مباراة بين فريقين اوروبيين
مهمين. في المقهى الصوري اكمل الشبان مشاهدة مباراة كرة القدم حتى بعد
معرفتهم بوقوع الانفجار بواسطة هواتفهم الخلوية. كأن امر العبوة لا يعنيهم،
كأنه يحدث في بلد آخر، وهذا المكان ليس هنا (في صور) بالتأكيد. القادمون
من بيروت يحاولون الاتصال بأصدقائهم واقاربهم فيها حتى يستعلموا عن الامر،
بينما مباراة كرة القدم تدور على الشاشات. سرعان ما اكتسبت سحناتهم اشكال
الحزن والغضب المختلطة، وباتوا لا يدرون هل يعودون إلى بيروت ام يبقون هنا
في عطلتهم التي اختاروا لها صور مقصدا، بينما اقرانهم من الصوريين يكملون
سهرهم. هذا هو هدف المقارنة، اي القول ان الرعب البيروتي البعيد عن صور
يظهر في وجوه سكان الاولى في حين يختفي من وجوه سكان الثانية، والموسم
السياحي لهذا الصيف يبدأ في صور وينتهي فيها.
كانت «كزدورة» السبت تدور في شوارع صور الرئيسية على قدم وساق، ولو
ان السيارات التي تدور فيها كانت متوقفة بسبب عددها الكبير والزحمة التي
تسببت بها. والكزدورة التي تضم في خضمها شباناً وشابات قدموا من قرى وبلدات
قريبة من صور يشتهر اهلها بجمعهم ثروات طائلة في بلاد الاغتراب، كقانا
وجويا والسلطانية وتبنين وبير السلاسل والخرايب وغيرها، هذه الكزدورة هي
مثال على الشعور بالأمان الذي يحياه الصوريون. فالكزدورة هي مكان للتعارف
بين السائقين، لذا لا ضرورة للعجلة في القيادة وبالتالي للخوف من عبوة او
متفجرة موضوعة على جانب الطريق. ويقال ان السيارات الجديدة التي يقودها
شبان وشابات صور والبلدات المجاورة اشتروها بعد حصولهم على تعويضات كثيرة
بعد الحرب الاخيرة. ويقال ان تجارة السيارات ازدهرت ازدهار كبيرا في صور
حتى بات سعر السيارة الخربة يتعدى الألفي دولار.
وتتوزع
اماكن الترفيه والسهر في صور على عدة اماكن هي الشاطئ الرملي والشاطئ
الصخري (الجمل) وشارعي «ابوديب» والاستراحة للمطاعم والمقاهي الحديثة،
ومحيط الحي المسيحي للحانات وملاهي السهر (عددها يزيد على الخمسة في مساحة
صغيرة
التنوع السياسي
لا
وجود للون سياسي واحد يؤثر اكثر من غيره في البيئة السياسية الصورية، وعدم
استحكام سيطرة فريق سياسي يظهر من خلال الاعلام والرايات والصور الحزبية
التي تنتشر في صور بشكل خافت على خلاف المدن الجنوبية الآخرى، ويظهر ضمنيا
من خلال التحادث مع سكان صور وجوارها حول الامور السياسية.
فيبدي
هؤلاء قلة اكتراث بالسياسة بسبب التجارة، على ما علق احد اصحاب المحال
التجارية. «التجار لا يحبون السياسة ولا يستسيغونها» علق هذا التاجر،
معتبراً ان الافكار السياسية لا يمكنها ان تطغى على افكار البيع والشراء
الا في الحوائج والظروف الصعبة كما كانت الحال ابان الاجتياح الاسرائيلي او
ابان حصار الاسكندر الأكبر للمدينة.
يقول آخرون من القاطنين في صور، ان جمعية التجار هي التي تدير المدينة، وبالتالي فإن الافضلية في هذه الحال هي للتجارة لا للسياسة.
يمكن
القول،إذن، ان مدينة صور الجنوبية تتمتع بالامن المتوافر على الحدود
الجنوبية في هذه الآونة بسبب وجود قوات اليونفيل، وتتمتع بموقعها البعيد عن
مجريات الاحداث في لبنان، ما يوفر لها شروط التحول إلى مدينة سياحية الأمر
الذي تفتقده المدن اللبنانية الاخرى بسبب الاوضاع الأمنية التي تمر بها
البلاد. في انتظار استتباب الامن وعودة لبنان إلى سابق عهده في السلام والازدهار.
|
| |  |
مدينه صور اللبنانيه مدينة الأرجوان 
السبت نوفمبر 17, 2018 12:47 pm
كيف تعرفت على علينا 
