الأحد ديسمبر 12, 2010 2:21 pm | المشاركة رقم: |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو برونزي | الرتبه: | | الصورة الرمزية | |
الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | |
| موضوع: قصة صحابي جليل قصة صحابي جليل الصحابي الجليل (راهب الليل)
راهب الليل
عبد الله بن عمر بن الخطاب
إنه الصحابي الكريم عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ولد بعد البعثة النبويةالشريفة بثلاث سنوات، وعندما هاجر كان عمره إحدى عشرة سنة، وفي غزوة أحدأراد أن يخرج للجهاد، فعرض نفسه على النبي فردَّه لصغر سنه، وفي غزوةالخندق ظل يلح على النبي حتى وافق على خروجه، وكان عمره خمس عشرة سنة،واستمر بعد ذلك يجاهد في جميع الغزوات والمواقع. وكان -رضي الله عنه- يتبع آثار النبي ويقتدي به في جميع أموره؛ لدرجة أنهكان يتحرى أن يصلي في كل مكان صلى فيه النبي ، ويسير في كل طريق سار فيه،رجاء أن توافق صلاته أو مشيته مكانًا صلى فيه الرسول أو سار فيه، وعلم أنالنبي نزل تحت شجرة يستظل بها، فكان عبدالله ينزل عندها، ويتعهدها بالسقيفيصب في جذرها حتى لا تيبس. [ابن سعد]. يقول عبد الله: كان الرجل في حياة النبي إذا رأى رؤيا قصها على النبي ،فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي ، وكنت غلامًا شابًا، وكنت أنام فيالمسجد على عهد النبي ، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلىالنار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أناس قدعرفتهم فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، فلقينا ملك آخر، فقال لي: لم ترع(لا تخف)، فقصصتها على حفصة (أخته وزوج النبي )، فقصتها حفصة على النبي ،فقال: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل) قال سالم: فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلاً [متفق عليه]. وكانإذا فاتته العشاء في جماعة، أحيي بقية ليلته. [أبو نعيم]، وكان لعبد اللهمهراس (حجر مجوف) يوضع فيه الماء للوضوء فيصلي ما قدر له، ثم يصير إلىالفراش فيغض إغفاء الطائر (ينام نومًا قصيرًا)، ثم يقوم فيتوضأ ويصلي،يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسًا. [ابن المبارك]. وكان عبد الله من أهل التقوى والورع والعلم، وكان مع علمه الشديد يتحرى فيفتواه، ويخاف أن يفتي بدون علم، وقد جاءه يومًا رجل يستفتيه في شيء،فأجابه معتذرًا: لا علم لي بما تسأل عنه، ثم فرح وقال: سئل ابن عمر عما لايعلم فقال: لا أعلم. وقال عنه ميمون بن مهران: ما رأيت أتقى من ابن عمر. وكان كارهًا لمناصب الدنيا، خائفًا من تحمل أعبائها، وقد أرسل إليه عثمانبن عفان -رضي الله عنه-، وعرض عليه منصب القضاء فرفض ابن عمر، وكان عبدالله يحب الحق ويكره النفاق، وقد جاء إليه عروة بن الزبير بن العوام وقالله: يا أبا عبد الرحمن، إنا نجلس إلى أئمتنا هؤلاء فيتكلمون بالكلام، ونحننعلم أن الحق غيره فنصدقهم، ويقضون بالجور أي يحكمون بين الناس بغير الحق)فنقويهم ونحسنه لهم، فكيف ترى في ذلك؟! فقال ابن عمر لعروة: يابن أخي، كنامع رسول الله نعدَّ هذا النفاق، فلا أدرى كيف هو عندكم؟! وذات يوم رأى رجلاً يمدح رجلاً آخر، فأخذ ابن عمر ترابًا ورمى به في وجههوقال له: إن رسول الله قال: إذا رأيتم المدَّاحين فاحثوا (ألقوا) فيوجوههم التراب[مسلم]. وكان رقيق القلب، حسن الطباع، لا يسمع ذكر النبي إلابكى، وما كان يمر بمسجده وقبره إلا بكى حبًّا وشوقًا إليه. وكان حسن الخلق لم يلعن خادمه قط، ولم يسَبَّ أحدًا طوال حياته، وقد ارتكبخادمه خطأ ذات مرة فهمَّ أن يشتمه، فلم يطاوعه لسانه، وندم على ما همَّ بهفأعتقه لوجه الله تعالى، وكان قارئًا للقرآن، خاشعًا لله، وكلما قرأ أوسمع آية فيها ذكر القيامة بكى حتى تبتل لحيته من كثرة الدموع، فعن نافعقال: كان ابن عمر إذا قرأ: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكرالله} [الحديد: 16] بكى حتى يغلبه البكاء. [أبو نعيم]. وكان يعظم صحابة النبي ويعرف قدرهم، وكان يخرج إلى السوق من أجل السلامعلى المسلمين فقط، وكان كثير التصدق وجوادًا كريمًا يكثر الإنفاق في سبيلالله، وكان إذا أحب شيئًا أو أعجب به أنفقه في سبيل الله، وكان من أشدالناس زهدًا في نعيم الدنيا، ومن أحسن الناس حبا لفعل الخير، فيحكى أنهكان مريضًا فقال لأهله: أني أشتهي أن آكل سمكًا فأخذ الناس يبحثون له عنسمك فلم يجدوا إلا سمكة واحدة بعد تعب شديد، فأخذتها زوجته صفية بنت أبيعبيدة فأعدتها، ثم وضعتها أمامه فإذا بمسكين يطرق الباب، فقال له ابن عمر:خذ هذه السمكة، فقال أهله: سبحان الله! قد أتْعَبتنا حتى حصلنا عليها،وتريد أن تعطيها للمسكين؟! كلْ أنت السمكة وسنعطي له درهما فهو أنفع لهيشتري به ما يريد. فقال ابن عمر: لا أريد أن أحقق رغبتي وأقضي شهوتي، إنني أحببت هذه السمكةفأنا أعطيها المسكين إنفاقًا لِمَا أُحِبُّ في سبيل الله. [ابن سعد وأبونعيم والهيثمي]. وبينما كان عبد الله -رضي الله عنه- يؤدي فريضة الحج أصابه سن رمح كان معأحد الرجال في منى فجرحه، فأدى هذا الجرح إلى وفاته، ودفن بمكة في سنة(73هـ)، وقد روى كثيرًا من أحاديث الرسول ، حيث روى ألفين وست مئة وثلاثينحديثًا.
|
| |