للمتزوجين :العلاقة الحميمة أثناء الحمل
للمتزوجين :العلاقة الحميمة أثناء الحمل
--------------------------------------------------
المرأة في فترة الحمل تكون معتدلة الشهوة وتقل كلما اقترب الوضع ، فتتدنى شيئاً فشيئاً, وقد أثبتت الدراسات أن الجماع أثناء الحمل لا يضر بالأم ولا بالجنين شرط الامتناع عنه في الشهرين الأول والأخير من الحمل تفادياً لإجهاض أو ولادة قبل الأوان، وكذلك شرط أن يكون الزوج لبقاً ومتحفظاً بحيث لا يرتمي بثقله على بطن المرأة ، أو يفرض عليها اتخاذ أوضاع جنسية صعبة ومؤذية .
و لعل أكثر الأسئلة التي تعرض على الأطباء هي حول صحّية الاتصال الجنسي بين الزوجين أثناء الحمل وما قد يسببه من مضاعفات صحية للمرأة وجنينها,وقد لخصت العديد من الدراسات العلمية إلى إن الاتصال الجنسي إثناء الحمل هو من الأمور العادية والتي لا تحمل أي أضرار للمرأة أو جنينها, وأجمعت هذه الدراسات على إن هناك بعض الحالات التي يكون فيها الاتصال الجنسي مضراً لصحة المرأة وجنينها ومن هذه الحالات: عندما تكون المرأة قد عانت مسبقاً من إجهاض متكرر أو ولادة مبكّرة, وجود المشيمة في غير وضعها الطبيعي, ظهور نزيف أثناء الحمل .
الجنس في أشهر الحمل :
يختلف صحّية الاتصال الجنسي بين الزوجين أثناء الحمل باختلاف أشهر الحمل ,ففي الأشهر الثلاثة الأولى تعاني المرأة الحامل عادة من أعراض مثل الغثيان والقيء والتعب وعدم الرغبة في الطعام الأمر الذي لا يظهر الرغبة الجنسية لديها فعلى الزوج أن يكون مقدّراً ومتفهماً لحالة زوجته.
مع بداية الشهر الرابع تكون الأعراض السابقة قد انتهت ويكون مهبل المرأة أكثر احتقاناً ولزوجة الأمر الذي يزيد الرغبة الجنسية لديها ويكون الاتصال الجنسي أكثر سهولة وتصل المرأة عادة إلى نشوة الجماع,لذلك تعتبر الأشهر من الرابع حتى السادس من أنسب الشهور للاتصال الجنسي بين الزوجين .
وقد انقسمت الدراسات العلمية حول صحّية الاتصال الجنسي بين الزوجين أثناء الحمل في الأشهر الثلاثة الأخيرة فمنهم من يقول بعدم صحية الاتصال الجنسي ومنهم وهي الأكثر قبولاً يقول بصحّية الاتصال الجنسي حتى الأيام الأخيرة من الحمل إلا أنه ينصح ببعض الوسائل التي من شأنها أن تمنع ظهور أي مضاعفات ومنها:
اختيار الوضع الجانبي أو الخلفي للجماع بدلاً من الوضع البطني ويفضل عدم إيصال المرأة إلى نشوة الجماع لما يسببه من انقباض في عضلات الرحم و يجب أن يكون الزوج لطيفاً أثناء الاتصال الجنسي ، حيث إن التعمّق الكثير للعضو الذكري قد يكون مضر للحامل .
هل هنالك من ضرر على الحمل نتيجة ممارسة الجنس؟
من الناحية الوبائية، لا تتوفر أي دراسة علمية تثبت أن الجماع أثناء الحمل يترافق مع زيادة بحالات الولادة الباكرة، هذا يخص الحمل الطبيعي و لا يشمل الحالات التي ينصح بها بالامتناع عن الجماع , أعتقد البعض أن مادة البروستاغلاندين المتوفرة بالمني، لها دور سلبي على عنق الرحم و لكن الدراسات الجدّية لم تستطع أن تثبت أي شيء من هذا القبيل,كما يشكك البعض بأن الجماع الذي ينتهي بنشوة “إورغازم” عند السيدة يسبب تقلصات رحمية, هذا أيضاً لم يثبت له أي دور مرضي .
و بجميع الأحوال يتعرض رحم المرآة بالحالة الطبيعية للتقلصات أثناء الحمل هذه التقلصات تعتبر طبيعية طالما أنها لا تتكرر بنظمها و تنتهي دون أن تؤلم, و تسود بعض الأفكار القائلة أن الجماع و السائل المنوي يحضّر بشكل ايجابي للولادة بفضل تحسينه لنضج عنق الرحم,و أيضاً هنا تنقص الإثباتات العلمية الجدية، و يبقى الأمر مجرد اعتقاد يحتاج للبرهان, ونفس الأمر يخص العدوى الجرثومية, فمع مراعاة القواعد الصحية الجيدة لم يصل أي فريق لإثبات أي دور للجماع بهذه الإمكانية.
و هذا لا ينفي الحقيقة بأن انتقال الأمراض الجرثومية بسبب الجماع ممكنة، و لكن الأمر لا يتبدل أثناء الحمل .
أوضاع الجماع المناسبة للحامل :
وضعيات الجماع أثناء الحمل يمكن ترتيبها بحسب مناسبتها للمرأة الحامل كما يلي:
1- الوضعية الخلفية الجانبية: أي باستلقاء الزوجين على جانبيهما غير متقابلين، ولكن يأتي الرجل زوجته من الخلف، ويتم الإدخال من الخلف للأمام أي للمهبل، وهي ليست وضعية صعبة، لكن تتطلب فقط مساعدة المرأة لزوجها ليتمكن من الإيلاج .
2- الوضعية الخلفية الاستلقائية: بحيث تستلقي المرأة على بطنها، لكن ترفعه عن الفراش ليتمكن الزوج من الإدخال وكي لا يحصل ضغط كبير على الجنين .
3- الوضعية الخلفية العمودية: بحيث تجثو المرأة على ركبتيها، ونصفها الأعلى موازي للفراش وعمودي على الساقين، ويداها عموديتان على الفراش، وكفاها مستندتان إليه، بينما يكون الرجل جاثياً أي جالساً بشكل قائم على ركبتيه، ويتم الإدخال من الخلف للأمام .
4- الوضعية الأمامية العمودية: بحيث تكون المرأة مستلقية على ظهرها فقط بينما نصفها الأسفل مرتفع، ويشكل زاوية قائمة أو منفرجة قليلاً مع نصفها الأعلى، ويجلس الرجل جاثياً، وقد تكون هذه الوضعية صعبة على الحامل إذا لم تكن معتادة عليها .
الحالات التي ينصح بها بالامتناع عن الجماع أثناء الحمل:
ـ جميع حالات التهديد بالإجهاض أو بالولادة الباكرة.
ـ بحالات النزف الغير طبيعية، بعض هذه النزف قد تكون ناجمة عن هشاشة مخاطية عنق الرحم مما يسبب النزف نتيجة احتكاك القضيب مع عنق الرحم.
ـ بحالات الارتكاز المعيب للمشيمة .
ـ بحالات تمزق جيب المياه و سيلان السائل الأمينوسي المحيط بالجنين. ـ بحال وجود الانتانات المهبلية، أو البولية عند الرجل، مثل حالة العقبولة التناسلية .
ـ تبقى قضية الوضعية أثناء الجماع، فمن البديهي تجنب بعض الأوضاع التي يدفع الرجل بثقله فوق الرحم، يفضل الأوضاع التي تكون بها المرآة من فوق، أو التي يكون بها الرجل على الجنب من الخلف .