وفاة الرشيد
مات الرشيد في الغزو بطوس من خراسان ودفن بها في ثالث من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة وله خمس وأربعون سنة وصلى عليه ابنه الصالح قال الصولى خلف الرشيد مائة ألف ألف دينار ومن الأثاث والجواهر والورق والدواب ما قيمته ألف ألف دينار وخمسة وعشرون ألف دينار.
وقيل إن الرشيد رأى مناما أنه يموت بطوس فبكى وقال احفروا لي قبرا فحفر له ثم حمل في قبة على جمل وسيق به حتى نظر إلى القبر فقال يا ابن آدم تصير إلى هذا وأمر قوما فنزلوا فختموا فيه ختما وهو في محفة على شفير القبر ولما مات بويع لوالده الأمين في العسكر وهو حينئذ ببغداد فأتاه الخبر فصلى الناس الجمعة وخطب ونعى الرشيد إلى الناس وبايعوه.
ولأبى الشيص يرثى الرشيد:
غربت في الشرق شمس فلها عيني تدمع
مـا رأينا قط شمسا غربت من حيث تطلع
وقال أبو النواس:
جـامـع بيـن العـزاء والهناء جترت جـوار بالسعـد والنحـس
فنحن في مأتم وفي عرس القلب ضاحكة فنحن في وحشة وفي أنس
يضـحكنـا القـائـم الأميـن ويبــكينـا وفـاة الإمـام بالأمـس
بدران بدر أضحى ببغداد في الخــلد وبدر بطـوس فـي الرمـس