ماذا لو أصبح اليوم ٢٥ ساعة !
ما الذي تتوقع حدوثه لو أن عدد الساعات في اليوم أصبحت ٢٥ ساعة، أي أنه أصبح لديك ساعة إضافية لتتمكن فيها من إنجاز ما يطلب منك؟ هل تظن بأن مشكلة قلة الوقت التي يعاني منها الكثير، وقد تكون أحدهم ستحل؟ أو أنك “طماع” تريد اليوم أن يصبح ٢٦ أو ٢٧ ساعة لتحل مشاكلك. زيادة عدد الساعات لو فرضنا جدلاً إمكانيتها فهي لا تخرج من كونها حل مؤقت، سيرافق هذه الزيادة إنجازك لمهمات وواجبات إضافية، ولكن سرعان ما ستعود مشكلة قلة الوقت وستتمنى لو أن اليوم كان ٢٨ أو ٢٩ ساعة. فأين تكمن المشكلة؟
قد تستغرب أحياناً حين تشاهد أناساً وتقارن إنتاجيتهم مع مسؤولياتهم وواجباتهم. فمثلاً قد يكون هناك شخص عائلاً لأسرة ومدرساً في جامعة، وفي الوقت ذاته تمكن خلال سنة من كتابة كتاب أو مجلد دون أن يؤثر ذلك على عدد الساعات التي يقضيها مع عائلته أو دون أن يعتذر عن حضور محاضرة أو التحضير لإلقاء أخرى. بينما على الطرف الآخر قد تقابل شخص آخر لا يملك الوقت لأداء الواجبات المطلوبة منه، على أن يجد الوقت لكتابة مقال أو إنهاء بحث مطلوب منه تسليمه.
يتحدث الكثير عن ذلك وقد يقولون أنها البركة في الوقت. نعم هي البركة في الوقت ولكن كيف يمكنك الحصول عليها؟
الجواب هو معرفة الأولويات وتقدير الوقت الذي تملكه. قد يقول لك البعض أو تلاحظ أن إنتاجية الشخص تزداد بشكل مطّرد مع كمية الواجبات المطلوبة منه. ولذلك تلاحظ أن الشخص حين “يضيق” عليه الوقت في فترة الإختبارات يتمكن من إنهاء مقرر دراسي، بينما في السابق لم يتمكن من قراءة فصل واحد منه حينما كان يملك الوقت. أو آخر بزواجه وإرتباطه بالإلتزامات العائلية يتحسن مستواه الدراسي، أو على أقل تقدير يبقى على نفس المستوى ولكنه يجد الوقت لقضاءه مع عائلته.
الذي حدث للأول أنه أصبح تحت ضغط فترة الإختبارات، وأصبحت المذاكرة والدراسة هي الأولوية رقم ١ في تلك الفترة. أما الآخر فتعرف على قيمة الوقت، في السابق كان لديه الكثير من الوقت والذي قد يدعوه إلى التسويف والتأجيل، ولكن حينما دخل في مشروع الزواج أو العائلة فإن الساعة أصبحت لها قيمتها. يعلم أنه هناك أناس، زوجة وأبناء يرغبون في قضاء الوقت معاه.
كيف ترتب أولوياتك؟
قبل أن تقسم الواجبات يجب أن تتعرف على ترتيب أولوياتك في الحياة، مثلاً:
1. الدراسة.
2. العلاقات الأسرية.
3. العلاقات الإجتماعية.
4. الرياضة.
5. ….
أي واجب يطلب منك إنجازه لابد وأن يندرج تحت أحد هذه التصنيفات الأربعة:
* مهم ومطلوب قريباً. (هذه الواجبات تكون من الأشياء التي تحتل أهمية في حياتك، ومطلوبة اليوم أو غداً) غالباً ما تكون واجبات العمل والدراسة.
* مهم ومطلوب لاحقاً. (هذه الواجبات تكون من الأشياء التي تحتل أهمية في حياتك، ومطلوبة خلال الأيام القادمة) غالباً ما تكون مشاريع العمل أو الدراسة طويلة الأمد.
* غير مهم ومطلوب قريباً. (هذه الواجبات تكون من الأشياء التي لا تحتل أهمية كبيرة في حياتك، ومطلوبة منك اليوم أو غداً) غالباً ما تكون الهوايات والمشاريع الخاصة بك.
* غير مهم ومطلوب لاحقاً. (هذه الواجبات تكون من الأشياء التي لا تحتل أهمية كبيرة في حياتك، ومطلوبة منك خلال الأيام القادمة) وهذه غالباً ما تكون الهوايات والأشياء التي تود لو أنك تملك الوقت لأداءها ولكنك لا تميل لها بشدة.
عندما يطلب منك تأدية واجب يجب أن تتعرف تحت أي تصنيف يندرج. وحين ترغب بالبدء بأي عمل يفضل أن:
1. تبدأ بالأعمال المهمة والمطلوبة قريباً.
2. بعدها تحاول إنهاء بعض الواجبات الغير مهمة والمطلوبة قريباً.
3. بعدها تحاول أن تبدأ العمل على الواجبات المهمة والمطلوبة لاحقاً، خلال فترة قصيرة ستتحول هذه إلى “مهمة ومطلوبة قريباً”، كلما أنتهيت من مجموعة ستجد وقت لأداء الأشياء الغير مهمة.
4. إذا توفر لك وقت إضافي إعمل على الغير مهم والمطلوب لاحقاً.
لذلك تذكر أنه لا يمكنك زيادة عدد ساعات يومك ولكنك تستطيع إنجاز أكثر عندما تتعرف على أولوياتك!