أفردت مجلة
"بارى ماتش" فى عددها الأخير تحقيقا مطولا حول ظاهرة ما يسمى "بفقدان
الشهية" بين الفتيات ، محذرة من أن هذه الحركة التى تمجد النحافة المبالغ
فيها قد ظهرت فى فرنسا منذ عامين ولا تعدو أن تكون سوى مرض يصيب العقل!
وحذرت
المجلة من خطر تزايد هذه الظاهرة نتيجة ظهور مئات من المواقع التى تقدم
عبر الانترنت النصائح و الحيل التى تساعد على فقدان المزيد من
الكيلوجرامات حتى يمكن للفتيات أن يحلقن فى عالم من "النيرفانا".
وتعرض المجلة فى هذا الاطار مجموعة من الصور لنجمات و عارضات أزياء قبل و
بعد إتباعهن لهذا النظام الذى وصفته المجلة بأنه نوع من تدمير الذات و من
بين هؤلاء "نيكول ريتشى" إبنة المغنى الأمريكى الشهير و التى إتجهت الى
التمثيل ثم مؤخرا الى الغناء و كذلك عارضات الأزياء العالميات أمثال "إيفا
هرزيجوفا" و الممثلة "ليندساى لوهان".
ومن المؤسف ، كما يقول الطبيب النفسانى ، كارين دومانج ، أن الاباء لا
يكونون على علم بما يتعرض له الابناء من خطر محقق قد يفضى فى نهاية الأمر
الى الوفاة ليس بالضرورة بسبب سوء التغذية و إنما نتيجة للاثار الناجمة عن
تأثير فقدان الشهية و هى الاصابة بالأنفلونزا أو التهاب الرئتين ،
الأزمات القلبية بل قد يؤدي الى أقدام المريضة على الانتحار .
أما أعراض هذا المرض ، فهى تتمثل فى سقوط الشعر و هشاشة الاسنان ، الاجهاض أو الاصابة بسرطان الحلق .
ومن جهة أخرى حذر العالم النفسانى للأطفال " مارسيل روفو " من إنتشار
مواقع الانترنت التى تروج و تحث المراهقين من الجنسين على العزوف عن
الطعام مصوره أن التحكم فى المعدة هو مفتاح النجاح و السبيل الى إكتساب
الثقة بالنفس .
ومن بين الحيل الخبيثة التى تروج لها هذه الجماعة المؤيدة للنحافة الزائدة
تصويرها لهذا الأمر على أنه صورة من صور الجمال ، مستشهدة على ذلك
بعارضات الأزياء .
وفى الوقت الذى تشيع فيه هذه المواقع أن الدهون تعنى الخمول و الكسل و
تثير الاشمئزاز تظهر النحافة على أنها مرادف للذكاء و الحيوية ، كما تصور
إعداد الطعام على أنه مضيعة للوقت حيث يمكن للانسان بدلا من أن يضيع وقته
فى الاعداد للطعام أو تناوله ، ان يستثمر هذا الوقت فى مجالات أخرى تعود
عليه بالنفع.
وينصح الطبيب الفرنسى الاباء، بضرورة مراقبة أطفالهم عن بعد و الاهتمام
بالمواقع التى يزورونها مع بناء جسور للتحاور معهم حول مخاطر فقدان الشهية
التى بسببها تكون حياتهم فى مهب الريح .
يذكر أن 41% من الفتيات بل والفتيان قد أعربوا عن اهتمامهم بالاتجاه
السائد حاليا وهو العزوف عن الطعام وهذا الرقم مرشح له أن يزيد فى
المستقبل القريب بنسبة 5،1% .