[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]Share on facebookShare on favoritesShare on googleShare on twitterMore Sharing Services
اشتهر العرب في الجاهلية باقتناء الخيل والافتخار برعايتها وتربيتها والمحافظة على أنسابها، ولما ظهر الإسلام، رفع من مكانة الخيل، وحث على العناية بها وتحسين سلالاتها وأجناسها، والتفريق بين الأصيل منها والهجين.
ومن هنا اشتهرت بادية الجزيرة العربية بأنها مصدر رئيس من مصادر إنتاج وتربية الخيل العتيقة، وقد كانت العرب تحفظ أسماء الخيول العربية الأصيلة، وتحافظ على تناسلها، وتهتم بأنسابها وأصالتها. وتعد الخيل العِراب من أهم صادرات الجزيرة العربية، ولم يتأخر الخلف عن أسلافهم في العناية بالخيل ووضعها في مكانة عالية، وكان على إثر ذلك أن تواجدت المزارع والمرابط التي تعنى بالخيل وبتحسين إنتاجها وسلالاتها والحفاظ على صفاتها وأنسابها، ونستعرض في السطور التالية ثلاثة من تلك الأماكن:
مربط الخالديةفي بداية الثمانينات وتحديدا في العام 1983م قرر صاحب الأمير (خالد بن سلطان بن عبد العزيز) تأسيس مزرعة على رمال الصحراء أسماها مزرعة الخالدية، وتبلغ مساحة المزرعة الإجمالية حوالي 1680 هكتار مقسمة إلى ثلاثة أقسام تشمل: الفروسية، ومحمية الحياة الفطرية، وقسم الإنتاج النباتى والحيوانى.
وعلى مر السنين تطورت هذه الأرض الصحراوية التي تقع في (تبراك)، والتي تبعد حوالي 95 كلم جنوبي غرب مدينة الرياض، لتصبح واحة جميلة مستصلحة زراعيًا وسط الصحراء، تنتج من خيرات الأرض وما ينفع الناس.
وعندما قام الأمير (خالد بن سلطان) بتأسيس مزرعة الخالدية، لم يتوقع أحد أن هذه الواحة الخضراء ستتحول إلى أكبر معقل لإنتاج الخيول العربية الأصيلة، وأن تمتلك المزرعة خلال أقل من عشر سنوات أجمل وأعرق الخيول العربية في العالم أجمع، وبطبيعة الحال فإن إسطبلات الخالدية سباقة في المشاركة في البطولات سواء المحلية منها أو العالمية، حين تحصد ما زرعته وما حصادها إلا الجوئز ونيل البطولات.
مزرعة الجنادريةتقع مزرعة الجنادرية في الشمال الشرقي لمدينة الرياض، وتبعد عن المدينة نحو 70 كلم، بجانب مقر إقامة المهرجان السنوي الجنادرية، وهي تتخذ مساحة شاسعة، تضم إسطبلات للخيل، وحقولاً لزراعة الخضر والفواكه، إضافة إلى مراعي للماشية، كما تحتوي المزرعة على مصنع للألبان والعصائر، إضافة إلى مزارع للدواجن ومساحات لزراعة الأعلاف.
وتحتوي المزرعة على مساكن، منها ما هو معد لضيوف خادم الحرمين الشريفين، أو مرافقي الملك، إضافة إلى وجود مستشفى للحالات الطارئة، ومركز للإطفاء، ومطار لهبوط الطائرات العمودية (الهيلوكبتر)، ومركز للحراسات على المزرعة من قوات الحرس الوطني.
واشتهرت مزرعة الجنادرية باحتضانها مرابط الخيل العربية الأصيلة، وحصدها للألقاب العالمية، حينما حصلت الفرس (بنت الشمال)، التي تعود ملكيتها لمزرعة الجنادرية، على لقب أجمل مهرة في العالم، لتكون المهرة السعودية الأجمل بين الأمهار العربية الأصيلة، على عرش ملكات جمال الخيل، بعد أن خطفت الأضواء من بين عشرات الأمهار الأصيلة التي شاركت في مسابقة دولية لجمال الخيل العربية في الدنمارك، محققة بذلك لقب كأس البطولة ولقب ملكة جمال الأمهار في جولات المسابقة الدولية التي أقيمت في مضمار الخيل الرئيسي في كوبنهاجن.
كما حصل الجواد الأحمر (سبع الصحراء) على لقب جائزة منظمة الواهو العالمية للخيل العربية كأفضل حصان منتج في السعودية، ويحب الملك (عبد الله) أن يقضي جزءًا من وقته، كلما وجد متسعًا من الوقت في زيارة ومشاهدة الخيل، إذ أن علاقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالخيل والفروسية علاقة قديمة، منذ أن كان فتى في مقتبل العمر، حيث توطدت هذه العلاقة في مرحلة الشباب، إذ كان في تلك المرحلة يخرج كثيرًا في رحلات القنص هو وأخوته، وبعد ذلك مع أبنائه وبعض أصدقائه، لممارسة هوايته في صيد طيور الحباري في شمال السعودية أو جنوبها في فترة الربيع، ويتمتع الملك (عبد الله) بثقافة ثرية ومعلومات وفيرة عن الخيول العربية؛ نظرًا لحبه الكبير لها ولاقتنائها، فهو يعرف أشكال الخيول، ويحدد أوصافها، وعلى علم بأصولها العربية، وقادر على التمييز بينها، كما أنه على علم بمرابط الخيل العربية الأصيلة، مثل الكحيلة والحمدانية والصقلانية، ويمتلك الملك (عبد الله بن عبد العزيز) في مزرعته ما يصل الى 150 رأسًا من الخيول الأصيلة، أما الخيول العربية المنقحة من أجل السباقات فعددها 400 رأس، وكان لدى الملك (عبد الله) حصانان هما الأقرب الى نفسه وهما (بغداد) و(علم) وكان حريصًا على ركوبهما أكثر من غيرهما.
مربط عجمانمربط عجمان هو أحد أهم مرابط الخيل العربية الأصيلة في العالم العربي، و تعود ملكيته للشيخ (عمار بن حميد التعيمي) ولي عهد إمارة عجمان.
وضع الشيخ (عمار) حجر الأساس لمربطه عام 2000م، عندما امتلك أول جياده العربية الأصيلة، ومنذ ذلك الحين بدأ مربط عجمان صعوده إلى العالمية، حين أسس الشيخ (عمار) برنامجة الإنتاجي بعد أن امتلك عددًا جيدًا من الأفراس، التي توفرت فيها جميع مقومات إنتاج خيل عربية أصيلة، تنافس في ميادين مسابقات الجمال العالمية؛ وينقل عن الشيخ (عمار) قوله: “أريد أن أنتج أبطال العالم”.
ومما لا شك فيه أن الشيخ (عمار) لعب دورًا رئيسيًا في إنشاء مسابقة عجمان لجمال الخيل العربية الأصيلة، والتي أصبحت محطة الانطلاق لبرنامج مربط عجمان الواعد.
لمعت جياد المربط في ألمانيا، حيث كانت بدايات الانطلاقة العالمية للمربط؛ ولا شك أن انتصارات الفحل (اسكيب بن نافاروني) في بطوله العالم لمؤشر مهم على طموح المربط و توجهاته، حيث أن هذه البطوله لم تكن البطولة الأولي للمربط فحسب، بل كانت بداية انتصارات دولة الإمارات على المستوى العالمي؛ ورغم عالمية (اسكيب) إلا انه لم يستخدم كثيرًا في برنامج إنتاج المربط، وذلك لكثافة المشاركات العالميه والمحلية لهذا الفحل.
ومما لا شك فيه أن مربطًا من طراز مربط عجمان، وبطموحه الكبير، يحتاج إلى قاعدة إنتاجية من الطراز الأول على مستوى الأفراس، فقد أنتج المربط الموسم 2005/2006 قرابة 13 إلى 14 فلو و فلوة.
كما لوحظ في الآونه الأخيرة توجه المربط لاقتناء بعض الأفراس المصرية، وتعتبر المهرة (برنسس أوف إيجبت) أو أميرة مصر، أحد أهم دماء الخيل العربية المصرية الأصيلة الموجودة بالمربط.
وعندما سئل الشيخ (عمار) عن مستقبل الإنتاج في مربط عجمان، قال: “المستقبل يبدو مليئًا بالتحديات والمفاجآت ، حيث أن نظرتي لجمال الخيل العربية الأصيلة في تطور مستمر، وأجد نفسي أصبحت أكثر دقه في معايير اختياري للجياد، فعندما تملك بطل العالم ويكون موجودًا في إحدى غرف إسطبلك، تكون نظرتك للخيل الأخرى دقيقة جدًا، بحيث يصعب جدًا إرضاؤك”.
المصدر: شبكة الخيل العربية الأصيلةAKPC_IDS += "2912,";