الأربعاء يناير 25, 2012 6:02 am | المشاركة رقم: |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | المشرف | الرتبه: | | الصورة الرمزية | |
الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | |
| موضوع: محمد فريد باشا محمد فريد باشا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] محمد فريد بك (1868-1919 م) محام ومؤرخ معروف وأحد كبار الزعماء الوطنيين بمصر ترأس الحزب الوطني بعد وفاة مصطفى كامل. أنفق ثروته في سبيل القضية المصرية. من أشهر ما كتب: "تاريخ الدولة العثمانية أعلن محمد فريد أن مطالب مصر هي: الجلاء والدستور. وكانت من وسائله لتحقيق هذه الأهداف: تعليم الشعب علي قدر الطاقة ليكون أكثر بصراً بحقوقه، وتكتيله في تشكيلات ليكون أكثر قوة وارتباطاً. أنشأ محمد فريد مدارس ليلية في الأحياء الشعبية لتعليم الفقراء مجاناً. وقام بالتدريس فيها رجال الحزب الوطني وأنصاره من المحامين والأطباء الناجحين، وذلك في أحياء القاهرة ثم في الأقاليم. وضع محمد فريد أساس حركة النقابات، فأنشأ أول نقابة للعمال سنة 1909 ثم اتجه الي الزحف السياسي، فدعا الوزراء الي مقاطعة الحكم، وقال "من لنا بنظارة (أي وزارة) تستقيل بشهامة وتعلن للعالم أسباب استقالتها؟ لو استقالت وزارة بهذه الصورة، ولم يوجد بعد ذلك من المصريين من يقبل الوزارة مهما زيد مرتبه، اذن لأُعلن الدستور ولنلناه على الفور" عرفت مصر علي يديه المظاهرات الشعبية المنظمة، كان فريد يدعو اليها، فيجتمع عشرات الألوف في حديقة الجزيرة وتسير الي قلب القاهر ة هاتفة بمطالبها. وضع محمد فريد صيغة موحدة للمطالبة بالدستور ، طبع منها عشرات الآلاف من النسخ، ودعا الشعب الي توقيعها وارسالها اليه ليقدمها الي الخديوي، ونجحت الحملة وذهب فريد الي القصر يسلم أول دفعة من التوقيعات وكانت 45 ألف توقيع وتلتها دفع أخرى. تعرض محمد فريد للمحاكمة بسبب مقدمة كتبها لديوان شعر بعنوان "أثر الشعر في تربية الأمم"، من ما قال فيها: "لقد كان من نتيجة استبداد حكومة الفرد اماتة الشعر الحماسي، وحمل الشعراء بالعطايا والمنح علي وضع قصائد المدح البارد والاطراء الفارغ للملوك والأمراء والوزراء وابتعادهم عن كل ما يربي النفوس ويغرس فيها حب الحرية والاستقلال.. كما كان من نتائج هذا الاستبداد خلو خطب المساجد من كل فائدة تعود علي المستمع، حتي أصبحت كلها تدور حول موضوع التزهيد في الدنيا، والحض علي الكسل وانتظار الرزق بلا سعي ولا عمل" ذهب محمد فريد الي أوروبا كي يُعد لمؤتمر لبحث المسألة المصرية بباريس، وأنفق عليه من جيبه الخاص كي يدعو اليه كبار معارضي الاستعمار من الساسة والنواب والزعماء، لايصال صوت القضية المصرية بالمحافل الدولية. نصحه أصدقاؤه بعدم العودة بسبب نية الحكومة محاكمته بدعوي ما كتبه كمقدمة للديوان الشعري، ولكن ابنته (فريدة) ناشدته علي العكس بالعودة، في خطابها الذي مما جاء فيه: "لنفرض أنهم يحكمون عليك بمثل ما حكموا به علي الشيخ عبد العزيز جاويش ، فذلك أشرف من أن يقال بأنكم هربتم… وأختم جوابي بالتوسل اليكم باسم الوطنية والحرية، التي تضحون بكل عزيز في سبيل نصرتها أن تعودوا وتتحملوا آلام السجن!" وذهب فريد (محمد فريد) مخفوراً إلى سجن الاستئناف في باب الخلق .. وأصبح اسمه السجين رقم 198 الزنزانة 44! .. وبدأت المفاوضات معه يروي عبدالرحمن الرافعي في كتابه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جاء كولسن باشا مدير مصلحة السجون إلى محمد فريد وخلا به في غرفته وسأله عما يحتاج إليه من أسباب الراحة، ثم أمر عبدالرحمن أفندي سري مأمور السجن بالابتعاد عنهما ففعل، وبدأ كولسن باشا يتحدث إليه بالفرنسية قائلاً: "إنني أسعى للعفو عنك إذا وعدت بتغيير خطتك"، فأجابه فريد "إن ما تطلبه مستحيل! " فعدل كولسن باشا وقال "إنني لا أطلب منك تغيير مبادئك بل تخفيف لهجتك" فرفض. فقال له كولسن باشا "أنت إذن تريد قضاء الستة شهور في السجن" فقال الزعيم "نعم .. وأزيد عليها يوماً لو أردتم
وأكثرت الصحف -وبخاصة الجريدة وكان رئيس تحريرها أحمد لطفي السيد- من التحدث عن العفو والدعوة إليه، فاستدعى فريد من قال له: "أرجو أن تبلغوا لطفي السيد بك أن يتحاشى طرق هذا الموضوع، فإن هذا ما لا أقبله ولا أرغب فيه". وبعد بضعة أسابيع زاره في السجن الدكتور عثمان بك غالب موفداً من قبل الخديوي، يعرض عليه من جديد مسألة العفو وقال له: أن الخديوي مستعد للعفو عنه إذا قدم طلباً بذلك. فقال فريد: "أنا لا أطلب العفو، ولا أسمح لأحد من عائلتي بطلبه عني، وإذا صدر العفو فلن أقبله!" وحكم على محمد فريد بالسجن ستة اشهر ، قضاها جميعا ولدى خروجه من السجن كتب الكلمات الاتية : " مضى على ستة فى غيابات السجن ، ولم اشعر ابدا بالضيق الا عند اقتراب خروجى، لعلمى انى خارج سجن اخر ،وهو سجن الامة المصرية، الذى تحده سلطة الفرد…ويحرسه الاحتلال!….. ان اصبح مهددا بقانون المطبوعات ،ومحكمة الجنايات…. محروما من الضمانات التى منحها القانون العام للقتلة وقطاع الطرق…" استمر محمد فريد فى الدعوة الى الجلاء والمطالبة بالدستور ، حتى ضاقت الحكومة المصرية الممالية للاحتلال به وبيتت النية بسجنه مجددا ، فغادر فريد البلاد الى اوربا سرا ،حيث وافته المنية هناك، وحيدا فقيرا ، حتى ان اهله بمصر لم يجدوا مالا كافيا لنقل جثمانه الى ارض الوطن ، الى ان تولى احد التجار المصريين من الزقازيق نقله بنفسه على نفقته الخاصة.
|
| |